عندما أشاهد من يقف طوال النهار ليملأ سيارته بمادة البنزين وأعود لأراه في اليوم التالي وفي السيارة نفسها واقفاً في الطابور نفسه، أصبحت متأكداً أنّ تجارته مربحة ولن يتراجع عنها بما أنّها تدخل له الملايين ولو بالليرة فالشعب الفاشل هذا ما يريده وهذا هو طموحه..
وأصبحت متأكداً أنّ السياسيين سيبقون هم أنفسهم على عروشهم .. ولن يتغير أي شيء في الوطن وكما قال سيد بكركي لبنان على مشارف الزوال..
وبما إن جماعات الحراك دون استثناء وطوال هذه الأشهر بالرغم من المحاضرات والاجتماعات الحضورية أو عبر الزوم لم يأتوا بنتيجة فعلية وأثبتوا للمواطنين وللرأي العالمي أنّهم غير جديرين بالحكم وهذا قبل أن يتحقق حلمهم ويستلموا البلد وأخفقوا حتى بعدم إعلان الثورة وقياداتهم لم تتنظم..
فهنا الكارثة وأكبر دليل أنّه لا ثقة فيما بينهم ولا ثقة من الشعب بهم..
فالكل يريد أن يكون قائداً ..
والكل يُنَظِّر على ليلاه..
والكثيرون منهم قد طرحوا مشاريع سياسية غير مكتملة
ومنهم من طرحوا مشاريع اقتصادية فاشلة
والكل رفع سقف التخاطب ولم يقرأه أحد..
فلبنان حتماً بعدما وصل إلى هذا الانهيار غير المسبوق في العالم سينهار كلياً أكثر مما يتوقع البعض له..
رحم الله شهداءً قتلوا من أجل وطنهم لطيبة قلبهم لبقائه، لكن الواقع أنّهم قُتلوا من أجل تربّع الزعماء على أكتاف الشعب، عذراً لا ، بل على رؤوسهم.
بؤس وطنٍ لا ثقة بين أبنائه فيما بينهم،
ولا ثقة من شعبٍ بسياسييه
فعلاً إنّها كارثة.