
بايدن يعي معاناة الشعب الأميركي “الغريق” في نيويورك و”الحريق” في كاليفورنيا… و”المتوقع هو استمرار “المفاجآت” المناخية! “والأسوأ لم يأت بعد!”
الصين تهدد الكرة الأرضية بالاعتماد على الفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية. وهذا ما سيؤدي الى تراجع بطيء وغير كافٍ على الاطلاق بانتاج غاز ثاني أوكسيد الكربون. الأمر الذي قد ينسف كل أمل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. (وكنت قد عبرت في عدة مناسبات عن تشاؤمي، في أن البشرية قد تكون تخطت نقطة اللارجوع، باتجاه بلوغ ارتفاع حرارة الأرض درجتين). ولكن هذا لا يعفي العالم من الاستمرار في المحاولة، منعاً للوصول الى ما هو أخطر بكثير من المخاطر المتوقعة!
وتنوي الصين تنفيذ مخططها لانشاء مراكز لانتاج 250 جيغاواط (تليها الهند 65 جيغاواط)، ثم تركيا واندونيسيا! وفي الوقت الحاضر هناك انشاء لمراكز على الفحم الحجري بقدرات انتاج تصل الى 190 جيغاواط في العالم أجمع، في حين أن المنوي اضافته في المستقبل هو انشاء مراكز جديدة على الفحم الحجري بقدرة 332 جيغاواط. أما المطلوب فهو التخلي الكلي عن الفحم الحجري وعن الطاقات الأحفورية والاعتماد حصراً على الطاقات المتجددة!
تغيير مناخي متوقع أن لا يكون متوقعاً في الولايات المتحدة، كما في باقي العالم!
ما حدث في الولايات المتحدة هذا العام من تغيير مناخي صدم الرئيس جو بايدن والسلطات السياسية والمحلية الأميركية والعالمية. ولكنه لم يكن غريباً بالنسبة للبيئيين! وهو دفع بالرئيس بايدن للتخوف في كلمته بالأمس بأن “الأسوأ لم يأت بعد”!
وللتذكير، ففي الأيام الأولى من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حدث عنصران مناخيان نقيضان ومتعاكسان أصابا شرق الولايات المتحدة وغربها في الوقت نفسه. لا بل إنهما بلغا سقفاً قياسياً في كلتي الحالتين. فقد ضرب الاعصار الاستثنائي القوة “إيدا” ولاية نيويورك وفيلادلفيا ومدن نيوجرزي ومحيطها. وهو قد أوقع عدداً كبيراً من القتلى (13 قتيلاً حتى اللحظة). في حين أن حرائق “كالدور” في السيرا نفادا وقرب بحيرة تايهو في كاليفورنيا أجبرت الرئيس الأميركي جو بايدن حينها على اعلان حال الطوارىء في الولاية!
هذه الأمور غير متوقعة تفصيلاً. أي لا يعرف العالم أين ستضرب الأعاصير والحرائق والجفاف، وفي أي وقت. ولكن خبراء البيئة يتوقعون حصول كل ما هو غير متوقع، في أي وقت، وفي كل مكان من العالم! أما النتائج “المتوقعة” فهي أن تكون “مفاجئة”!
ولكن وعي الولايات المتحدة يواجه غياب الصين وروسيا عن قمة غلاسغو. وروسيا، التي شككت بالأمس على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من السقف الزمني المحدد للعام 2050 للحد من ظاهرة التغيير المناخي، أشارت على لسان لافروف أن السقف يمكن أن يكون في العام 2060. أي أن روسيا تحتاج لعشر سنوات اضافية كي تفي بالتزاماتها في الحد من انبعاثاتها الدفيئة. فهل تهدد المخاطر الصينية والسقف الروسي مستقبل الكوكب كما تخوف الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؟